" شمس في منتصف الليل .."
لي حبيب أحبه كعيوني
كل يوم أزيده من حنيني
كلما اشتقته أودع عقلي
حاضنا من هواه صدر جنون ِ
مخرجا حسي عن نطاق وجودي
مولجا نفسي في وثاق الدنين ِ
هذيان يهزني كطروب
راقصته القيان بالتلحين ِ
حبه مثل غيمة دون قطر
مثل أشجار بغير غصون ِ
حبه موعد بدون لقاء
ويقين عليه ثوب ظنون ِ
حبه جنة زرعت رباها
فجنيت الثمار جني فتون ِ
حبه في الحشا يحل ويبدو
منعشا كل نبضة في الوتين ِ
روح روحي وفي الشرايين يسري
عن شمالي وما احتواها يميني
نسمة الفجر شابهته رقيقا
وتساوت وذكره باللين ِ
كل حين أشم منه أريجا
لم يكن كالورود والياسمين ِ
بل هو المسك ما يفوح ويفشو
مخض الروح بالمريح الثمين ِ
ساكنا لم يزل حياتي وداري
من هواه مطلية بالشجون ِ
وثناياها قد بدت نفحات
جننتني بسرها المكنون ِ
أنا من حبه أظن حياتي
عنده في الحراك مثل السكون ِ
وأوانا أحسه بجواري
في خيال كما حديث القرين ِ
هامسا بالهوى الجميل وحينا
لامسا كفي كالعليل السخين ِ
أشتكي علة الجوى من نواه
فيمد الدواء بالوصل دوني
وأراه تلقاء عيني طيوفا
بمسيس كصرعة المسكون ِ
ذات ليل مررت بالفيس بحثا
وعلى حين غفلة يأتيني
خطف الروح إذ أطل شبيه
صورة بالتمام والتعيين ِ
قطعة منه - لا عدمت حبيبي
غرة الأصل - قد أضاءت دجوني
حل قلبي الوجيف بالشوق لما
حلقت بي على جناح الجفون ِ
وأراني كأنني أجتليه
ليلتي نورا بالهوى يرنوني
قمر لن أقولها فهو شبه
وشبيه الحبيب لا يغنيني
ربما الشمس مثله بضياء
وبهاء على أعز جبين ِ
بل أرى الشمس من حبيبي استمدت
نورها لو أفوق بالوصف دوني
أيها الناس ليلتي في نهار
هذه الشمس أشرقت فاسمعوني
من رأى منكمو المساء صباحا ؟!!
وتساوى زمانه في الحين ِ ؟!!
أي عين في الليل ترنو لشمس
أيها الناظرون مثل عيوني ؟!!
ما حبيبي الذي أراه حبيبا
بل طبيب لديه ما يشفيني
ليس بي علة ولم ألق داء
مثل حبي له يزيد أنيني
شاقني شائق الهوى فأتاني
بجحيم من الجوى تشويني
ذبت شوقا إليه حتى أراني
صرت حقا عليه كالعرجون ِ
ما أشد الهوى وأقسى جفاه !!
حين يذكي جهنما من شجوني
وحياتي لها وقود وشعري
جمرات أخرجتها من أتوني
وعلى صفحة العواطف ترمى
ببنان تقول : هذي فنوني
ذا شعوري في ليلتي فاعذروه
أيها القارئون بعض جنوني
بقلمي/ أنور محمود السنيني
في احدى ليالي 2017 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق