الثلاثاء، 2 يناير 2018

الشاعر يوسف العيسى ... كم رجوت الوصل

كم رجوتُ الوصلَ
منتظراً بشوقٍ عند ساعاتِ المساء
طالَ ليلي ما أتيتِِ فأين عهدكِ و الوفاء
و غدى ليلي ثقيلاً بعد أن خاب الرجاء
جاثماً ما فوق صدري
ما له صبحٌ ولا ينوي انجلاء
ليست الشمسُ التي تجلوهُ
يا روحي ولا فيضُ الضياء
إنّما يجلوهُ وجهكِ
إن تجلّيتِ بأثوابِ البهاء
أنا يا عصفورةَ القلبِ
التي جادت عليّ بها السماء
مارأت عيناي يوماً
مثلَ حسنكِ في النساء
فيكِ من طيب المزايا
و السجايا و النّقاء
ما سبى عقلي
و خلاني سقيماً دون داء
فارحميني و تعالي
لتكوني لي غطاءً و رداء
طهريني من قذى العيشِ
و أدران الشقاء
عمّديني برحيقٍ من حنانكِ
أو شذى عطفكِ كي يحلو اللقاء
جددي الرّوحَ بأوصالي و قلبي و وريدي
ثم زيديني غراماً و هياماً و استزيدي

         *      *     *

كلّ ما في هذهِ الدّنيا إلى عدَمِ
ولا شيء يدوم
كلُّنا حتماً سنرحلُ ذاتَ يوم
فلماذا نهدرُ العمرَ جُزافاً
في المتاعبِ و الهموم
هاتِ أيديكِ ضعيها في يديّ
نعبُرُ الأيامَ في حبٍّ و صفوٍ أبديّ
ليصيرَ الحبُّ أجنحةً و بوصلةً لنا
نرتقي ما فوق هامات النّجوم الحالمات
مثل عصفورين نحيا في وئامٍ للممات
و نطوف الكونَ نبحثُ عن قلوب العاشقين
نقتفي آثارَ نجواهم على مَرِّ السنين
و نرى كم من ليالٍ ضيعوها
في خصامٍ  و تجافٍ و عتابٍ و حنين
نأخذُ العِبرةَ منها
ثمّ نجني من رحيقِ العشقِ فيها قطرات
و من الصّدرِ رقيق الهمسات
و منَ الأرواح ِ عذبَ الأمنيات
ثمّ نُودِعُها صميمِ القلبِ أو في الحَدَقات
حيث تبقى زادنا للحبِّ في هذي الحياةْ
أسكبي منها قليلاً في دَمِي 
أشعلي نار الغرامِ بقلبِ صبٍّ هائمِ
ثمّ نامي مِلءَ جفنيكِ بقلبي و احلمي
تسمَعي لحناً بنبضي سرمديٍّ دائمِ
له ما بينَ الضُّلوعِ صَدىً بهيجَ النّغَمِ
مثل تغريدِ الكنارِيِّ صباحاً
حين يصحو وسطَ روضٍ نائمِ
مذ عرفتكِ
كان ذاكَ اللحنُ لحني و نشيدي
فاجعلي منهُ تراتيلاً لعمركِ 
ردديها كلَّ صبحٍ و مساءٍ و أعيدي
____________
يوسف العيسى

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...