الهزيمة الأولى
قام كالطود حين شد الإزارا
رافع الهام لا يهاب انكسارا
في ثبات يسير دون هــوان
يقهر المستحيل والأخطارا
يتسامى على النجوم بفخر
أسد الحرب فارس لا يبارا
يتهاوى على يديه الأعادي
كفراش لضــوء نار أغــارا
هو في الحرب فارس وهمام
وهو في السلم نجمه ما توارى
لم يذق قط للهزيمة طعــماً
كل يــوم يرى له إنتــصارا
لم يرى الناس مثله في سخاء
وبجــود له الجمــيع أشــارا
ينجز الوعد ليس من أهل غدر
وله في الوفاء أسمى شــعارا
كلما قالوا فيه من ذاك نقص
تجد النقص عنه ولى وسارا
كان يرجوا هزيمة كي يذقها
ليرى القهر كيف يشعل نارا
مــر يوما وإذ بذات خــمار
رمــقته بنظــرتيها فحــارا
قدرمته بسهمها واستدارت
فإذا قلبه من الصــدر طارا
هزمته بنــظرتيها فكانت
تلك أولى هزيمة وانحسارا
عاد يرجوا لكبرياه انتصارا
وإليها للأنتــقام اســتدارا
جاءها والخمار قد رفعته
فرأى وجــهها بهــيا أنارا
فإذا الكبرياء صارت غراما
وإذا الحب سهمه لا يجــارا
وإليها رمى ببعض حــديث
وإلى نفسة بدى الإعــتذارا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق