قصة الضمير
______________
و سلطانُ الضّمير له سياطٌ
بها الألبابَ يجلدُ والإهابا
ويشوي ظهرَ من قد شذَّ شيّاً
ليلزمَه الهدايةَ و الصّوابا
فمن يرد الإله له صلاحاً
لداعي الحقِّ أذعن واستجابا
ومن يرد الإله به ضلالا
لفعلِ الشرِّ أدمنَ واستطابا
فينكزه الضميرُ عساه يصحو
ويقرعُ قلبَه باباً فبابا
إلى أن يلمسَ الإعراضَ منه
فيعلنُ يائساً عنه انسحابا
ويرتحلُ الضميرُ بلا رجوع
ولو يدري السبيلَ إليه آبا
ولكن دونه حالت سدودٌ
و ألفى دون عودته حجابا
فيغدو القلبُ قفراً مثل بيت
من الهجرانِ قد أمسى يبابا
ولاتجدُ المواعظُ فيه مأوى
فتهجره مخلِّفةً خرابا
ويذبلُ مثل وردٍ دون سُقيا
ويعرى مثلَ من فقدَ الثِّيابا
ويصبحُ مثل صمِّ الصَّخرِ لبّاً
وبعضُ الصَّخرِ إن تعصره ذابا
و صفوانٍ إذا ندّاه قطرٌ
عليه الماءُ ينسابُ انسيابا
ويمسي ميِّتاً لا روحَ فيه
وينكرُ مسمعُ الميْتِ الخطابا
قلوبُ الناسِ قلبٌ فاح عطراً
كوردٍ عطرُه بلغ السّحابا
وقلبٌ كالمزابلِ فاض نتناً
لشدَّةِ نتنِه استهوى الذُّبابا
معاذَ الله من قلبٍ خبيثٍ
لدرب الحقِّ أنكر واسترابا
إذا يدعى لمكرمةٍ تأبّى
وإن يطلبْ إلى قبحٍ أجابا
ويمضي سادراً في بحر غيٍّ
ولا يخشى حساباً أو عقابا
إذا ما القلبَ أنكرَ قولَ حقٍّ
بماذا يفضلُ الإنسُ الدَّوابا ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق