السبت، 27 يناير 2018

الشاعر د. فواز البشير .. حقل الياسمين

حقل الياسمين

خلفَ هذا السورِ حقلُ الياسمين
زرعت أشجارَه أمي بحبٍّ وحنين
وسقتهُ الماء َمن دمعِ العيون
وروَت تربتَه الحبلى بأحلام ِالسنين

شذّبَت أوراقَه
وبدفءٍ رتبَت أنساقَه
وأزالَت كلَّ غشٍ قد علا أحداقَه
وبحرص ٍوسّعَت آفاقَه
و بخوفٍ خبأَت أزهارَه تحتَ الجفون
كي ترى يوماً على خديهِ إشراقاً ثمين

وأتى البرد ُفغطاهُ الصقيع
ورمى الريحُ بعنفٍ ذلكَ الغصنَ الرفيع
فارتمى يبكي كطفل ٍلم يزل بعدُ رضيع
وبكت أمي دما ًبعد الدموع
كيفَ لم تبنِ جدارا ً
يحفظ ُالحقلَ لآلافِ السنين
كيف َلم تحفظهُ بالحصنِ الحصين
كيفَ لم تشدد على الجذعِ بزنارٍ ثخين

صارَ حقلي مثل َأكوام الهشير
وورودي في بلادِ الله ِفي ذلٍّ تطير
وأرى أمي على أطلاله ِتبكي تدور
كيف تبني حقلَها والريحُ ما زالت تثور
كيف تحمي الأصلَ والجذرَ الدفين
وغدت تمشي كأن قد مسّها بعض ُالجنون
كيف تبني مرةً أخرى حقولَ الياسمين
كيف تبني مرةً أخرى حقولَ الياسمين.

ذاتَ يومٍ من وراءِ السور ِقد يأتي الصباح
ذات َيومٍ ينبتُ الورد ُوأزهارُ الأقاح
ذاتَ يومٍ يرحلُ البردُ وتنسانا الرياح
ذاتَ يومٍ سوفَ تنسى أمُّنا طعمَ الجراح
ثمَّ تبني مرة أخرى حقول الياسمين
وترى الأغصانَ تنمو في حنين
سوفَ تبني حولَها حصناً حصين
سوفَ يبقى حقلُها حياً لآلافِ السنين

د فواز عبد الرحمن البشير
سوريا

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...