الاثنين، 18 ديسمبر 2017

الشاعر محمد حيدر .. سفر الشهادة

سفر الشهادة

تُعاتبني دماؤك يا شهيدُ

ويأسرني عبيرُك إذْ تُنيبُ

إذا ما رُمْتُ عنْ ذِكراكَ نأْيًا

تحاصرني رموشك يا حبيبُ

هنا رسمَتْ شفاهك ألفَ سطرٍ

هنا حفرَتْ جراحُكَ يا خَضيبُ

رويْتَ لنا حكايا من طفوفٍ

جِمارُ حروفها تكوي تُذيبُ

هو التأريخُ تتلوهُ جهادًا

ولا تتلو كما يتلو الخطيبُ

فكمْ مِنْ ماجدٍ قَدْرًا تسامى

وكمْ مِنْ موجَعٍ قهْرٌ يُصيبُ

إذا ما الشوقُ نادانا أقمْنا

على جُرْحٍ يُغالبناالنحيبُ

وليس البعدُ يجفونا فننسى

وليس الجرحُ يبرحُهُ اللهيبُ

وليس الكونُ يقهرُنا وإنّا

مِنَ الكرّارِ بأسًا لا يشيبُ

طغاةُ الأرضِ قدْ خَبِروا علانا

ذُرانا المجْدُ والشرفُ النسيبُ

إذا خفقَتْ بيارقُنا بِتُرْبٍ

يعودُ العزُّ والحقُّ السليبُ

وإنْ عُدْنا نعودُ بألفِ نصرٍ

نُزّيِّنُهُ بِوَشْمِكَ يا تريبُ

فكلُّ الكونِ يعرفُنا بِأَنّا

أسودُ السوحِ فلسْنا نستريبُ

قلائدُ عزْمِنا في كلِّ فَجٍّ

تُسَوِّرُها شموسٌ لا تغيبُ

بِنا يزهو ترابٌ له يُقامُ

على أوداجِنا حفلٌ مَهيبُ

ولكنْ إنّما هي حشرجاتٌ

نشيجُ القلبِ يدميهِ الوجيبُ

فيا شهداءنا لكمُ الجنانُ

ومِنْ طه دعاءٌ لا يخيبُ

لَئِنْ ننسى فلنْ ننسى شذاكمْ

لأنتمْ فخرُنا عطرٌ وطيبُ

لأنتمْ فخرنا عطرٌ رطيبُ

محمد حيدر الزيدي العاملي

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...