فتح منافذ الوعي
أيّها الضاحكُ الجميلُ الثنايا
هل تفكّرتَ في الوجودِ قليلا
دمعةٌ أنتَ أم تبسّمُ ثغرٍ
وحضورٌ تلا غياباً طويلا
كيفَ صارَت حروفُكَ اليومَ نطقا ً
وكلاماً قد يقبلُ التأويلا
كيفَ صارت علومُكَ الآنَ بحرا ً
بعد أن كنتَ غافلاً وجهولا
تبدعُ اللحنَ في جمالٍ فريد ٍ
ثمّ تتلو فتحسنَ الترتيلا
أنتَ وعيٌ قد كانَ جهلاً زماناً
وشتاتٌ قد صارَ جمعاً جميلا
لستَ إلّا كقالبٍ من معان ٍ
لم تكن هيكلاً وجسماً ثقيلا
أنتَ روحٌ ونسمةً تتهادى
لم تكن رملاً أو كثيباً مهيلا
خفّفِ الأكلَ إنَّ هذا مفيد ٌ
واتركِ القولَ والعنَى والفضولا
واهجرِ النومَ إنَّ نومَكَ موتٌ
واجعلِ النجمَ صاحباً وخليلا
كم سمينٍ قد زادَهُ السمن قبحا ً
ونحيلٍ رأى الجمالَ نحولا
كل قليلاً وقم تأمَّل بصفوٍ
وتبسّم عندَ الصباحِ قليلا
لا تكن ضاحكاً فذلكَ أمرٌ
يتركُ الروحَ في المساءِ قتيلا
صاحِ إنَّ العيونَ سهامُ فتك ٍ
حوَّلَت سالمَ الفؤادِ عليلا
والأغاني لا تستمِع لأذاها.
واستمع للذي يكونُ أصيلا
لا تكن إلّا في قراءةِ علم ٍ
فبهِ تبني أنفساً وعقولا
فاطلب ِالعلمَ في ذهابٍ وعودٍ
لا تكن فيهِ زاهداً أو خجولا
أنتَ حقاً خليفةٌ لعظيمٍ
فاجعلِ المولى عنكَ دوماً وكيلا
وإذا سرتَ للعظيمِ بدربٍ
لوجدتَ الجوابَ منهُ قبولا
ذاكَ نصحٌ فخذ لنفسِكَ منه ُ
لا تسَل عنهُ جاهلاً أو عذولا
وابدأِ السعيَ صارَ وقتُكَ سعدا ً
ولقد صرتَ سيّداً مسؤولا
د فواز عبد الرحمن البشير
سوريا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق