متى التلاقي؟
ههَجَرْتَ رُبوعَنا فَمَتى التلاقي
كأَنَّكَ قَد أَنِستَ إلى الفراقِ
تَرَكْتَ الجُرحَ في قَلبي دَمِيَّاً
ولمْ يَشْغَلْكَ يَوماً ما أُلاقِي
كأَنَّ فُؤادَكَ الصَّوانَ سيفٌ
يُقَتَّلُ في الأَحِبَّةِ والرَّفاقِ
أُحِبُّكَ قُلتُها يوماً بِدَمْعٍ
و يوماً بالدَّمِ الثَّغِبِ المُراقِ
فما شَفعا لَدَيكَ وما أَفادا
وَ ذُبْتُ كَشَمْعَةٍ بَعْدَ احتِراقِي
وقَدْ كانَت لنا عَيناكَ بَدْراً
فَهَلْ سَيَعودُ مِن بعْدِ المُحاقِ
وَ يَدْخُلُ مَنْزِلي وَ يَبُوسُ خَدِّي
وَ يُحْييني بِضَمٍّ أو عِناقِ
وَ يترُكُني الدُّجى وَ يجِيءُ فَجْرِي
وَ أَملأُ بالمُنى كأْسَ اشْتِياقي
وَ أَرْتَشِفُ السَّعادَةَ بَعْدَ حُزْنِي
أَسيراً أَطْلَقوهُ مِنَ الوَثاقِ
كَطَيْرٍ في السُّوَيْدِ شَكى ثُلوجاً
فَيَمَّمَ نَحوَ دِفءٍ في العِراقِ
نَبِيَّاً يَشْتَكي أَوجاعَ حُزْنٍ
فَتأْتيهِ الملائِكُ بالبُراقِ
فَدونَكَ مورِدي مُرٌّ أُجاجٌ
وَ أَنْتَ تَرُدُّهُ عَذْبَ المَذَاقِ
عَجِبْتُ مِنَ الفؤادِ يَموتُ عِشْقاً
وَ يَجهَدُ خَلفَ وَهْمِكَ لِلِّحَاقِ
أَراكَ تَفِرُّ عَنْ أَمَلي بَعيداً
وَ يَلْهَثُ نَبضُ قَلبي في السِّبَاقِ
( شعر هشام الصفطي)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق