من الأكناف إلى بيت المقدس
لولاك ما خط في قرطاسي القلم
ولا استقامت على اسطاره الكلم
يا قدس ما نقصت قطرات محبرتي
إلا و أترعها من مقلتي دم
عذرا فلسطين إن سحت على وجني
من عبرة العين ما جادت به الديم
شأن له أن قلب الحر من كمد
فجاوبته سباع البر و الرخم
لو أن عبدا قضى من بعد ذا أسفا
ما ليم في ميتة ما دونها الوصم
عيني كفا عن التسكاب ويحكما
هذي بنو القدس كالبركان تضطرم
ما كافأ الدم في يوم الوغى أبدا
سيل من الدمع في يوم الوغى عرم
يا زائر القدس إما جئت حيهمو
إقر السلام عليهم فالرجال هم
هم الأسود إذا لاقوا عدوهمو
سعت إليه المنايا وةهي تزدحم
قذائف الموت ترمى عن ميامنهم
وفي الشمائل منهم تقطن الحمم
قد جاوروا الموت يوم الناس قد نزلوا
دار المذلة واستخذت بهم همم
إما أصابكمو قرح فلا تهنوا
فالقوم مثلكمو ذا القرح مسهمو
قتلاكمو في جنان الخلد مسكنهم
و القوم في دركات النار نزلهمو
لا تهنوا في ابتغاء القوم إنهم
من الدنية حيث الجبن والوصم
ماضيهمو سابق في العار حاضرهم
هم سبة في جبين الدهر ترتسم
حتى النبيون طالتهم غوائلهم
فلم يشفع بهم عهد ولا رحم
ان عاهدوا نكثوا أو هودنوا نقضوا
ما لهمو أبدا إل ولا ذمم
ما كان عطفا وإحسانا غداة قضى
بلفور بالوعد أو في قلبه ألم
لكنها جيفة من ريحها فسدت
معايش الناس حتى الطير و البهم
لما أضرت بأوربا روائحهم
إلى فلسطين قد مجتهم الأمم
لكنها مجة يوما سندفنها
كيلا تدنس من أوضارها قدم
- حسين عارفة
أبو اليمان -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق