السبت، 9 ديسمبر 2017

الشاعر ياسر المحمد .. يا قدس

قصيدة بعنوان : (ياقدس) بقلمي:ياسر فايز المحمد
علما أن فيها أبيات نظمت من سابق وأبيات جديدة... أرجو أن تنال استحسانكم...

عَبَثاً تَضُجُّ بِداخلي الأشْعارُ
لا الريِّحُ تُسْعِفُها ولا التَّيارُ

شَرَقَتْ بأَحْداقي  مَرارَةُ غَصَّتي
و تَلَعْثَمَتْ في عَزْفِها الأَوتارُ

و النَّارُ مِنْ حَنَقٍ  تَئِزُّ بِمِرْجَلي
و يُثيرُني في أَضْلُعي الإِعْصارُ

شَجَني طُيورٌ قَدْ تَبَعْثَرَ ريشُها
و تَكَدَّسَتْ في سِجْنِيَ الأَسوارُ

تَجْثو على صَدْري كَرامَةُ أُمَّةٍ
قَدْ نابَها الإِذلالُ و الإِصْغارُ

لا غَرْوَ إِنْ ذابَ الفُؤادُ تَحَرُّقاً
وَأُزيلَ عَنْ رَوضِ الصَّباحِ هَزارُ

وَتَيَبَّسَتْ في العُمْرِ أَغْصانُ المُنى
وَتَمَنَّعَتْ عَنْ وَصْلِنا نَوَّارُ

وتَمَوْسَقَتْ أَحزانُنا في غُرْبَةٍ
واسَّاقَطَتْ في حِضْنِنا الأَنْهارُ

عَبَرتْ إلى الوجَناتِ عَبْرَ مواجِعٍ
باحَتْ بِها الأَحداقُ والأَسرارُ

فَخُيولُ قَومي قَدْ كَبَتْ مَذْعورةً
و أَصابَها مِنْ غَفْوَةٍ إِعْثارُ

و السَّيْفُ مِنْ رَهَلٍ تَصَدَّأَ نَصْلُهُ
ما عادَ في شَوْقٍ لَهُ المِغْوارُ

أَضْحَوْا غُثاءَ السَّيْلِ نَهْبَ تَمَزُّقٍ
و تَشَرْذُمٍ ضاقَتْ بِهِ الأَقْدارُ

في الشَّامِ جرْحٌ غائِرٌ  ما أوقَفوا
    شِرْيانَهُ فَنَزيفُهُ هَدَّارُ

والقَتْلُ أمسى في البلادِ شَريعةً
أَفتى بِهِ الشُّذَّاذُ والفُجَّارُ

مِنْ كُلِّ حَدْبٍ يَجْمعونَ جُموعَهَم
والدَّوحُ في جَوفِ الرَّدى يَنهارُ

و الغادرون العابِرونَ لِصَمْتِنا
رُغْماً إلى قُدْسِ الطَّهارةِ ساروا

جَثَموا على صَدْرِ الإِباءِ و خَيَّموا
وعلى حَماماتِ السَّلامِ أَغاروا

فَمَآَذِنٌ تَبْكي وَ أُخْرى تَشْتَكي
أَيْنَ التُّقى و الفِتْيَةُ الأَخْيارُ

يا قُدْسُ يا شرَفاً بِذَرَّاتِ المَدى
عَجَباً كُؤوسُ الغَدْرِ كَيْفَ تُدارُ

لِلَّهِ مَسْجِدُها و ذِكْرى فاتِحٍ
مِنْ عَزْمِهِ دانَتْ لَهُ الأَمْصارُ

حِطِّينُ تَذْكُرُهُ و تَعْرِفُ فَضْلَهُ
وَ تَعَجَّبَتْ إِذْ غُيِّبَ الأَحْرارُ

أَوَلَيْسَ تَدْري أَنَّ أُمَّةَ يَعْرُبٍ
قَدْ خانَها مِنْ بَعْدِهِ الإِصْرارُ

خُلَفاؤُنا فَوْقَ الأَرائِكِ نُوَّمٌ
أَزرى بِهِمْ يَوْمَ اللِّقاءِ فَخارُ

قَدْ دَثَّروا بالمالِ سَوْأَةَ فِعْلِهِمْ
يا وَيْحَهُم ماذا يَفيدُ دِثارُ

دَفَنوا بِأَوحالِ الهَوانِ رُؤوسَهُمْ
فَنَعامُهُمْ بِهَوانِهِمْ يَحْتارُ

وَتراقَصوا كالجانِ حَولَ مُذِلِّهِمْ
وَتمايَلوا إِذْ قَهْقَهَ الدِّينارُ

وَنَسَوْا بِأَنَّ اللهَ بالغُ أَمْرهِ
مَهْما عَتَوْا بَعْدَ الظَّلامِ نَهارُ

لا مالَ يُغني عَنْ فَداحَةِ ذُلِّهِمْ
وَ رَصيدُهُمْ يَوْمَ الوغى أَصفارُ

باعوا العروبةَ لِلْأبالسةِ الأُلى
مِنْ حِقْدِهِمْ باتَ المَدى يَنْهارُ

بِلْفورُ جَدُّهُمُ أحَلَّ بِأُمَّتي 
سَفْكَ الدِّماءِ فَوَعدُهُ تِذكارُ

لَبَّيْكَ يا أَقصى فَمِثْلُكَ ماثِلٌ
لا تُنْتَسى مَهْما عتا الفُجَّارُ

في قَلْبِ أطفالِ الحجارةِ ثورةٌ
هَيَّا انْفِروا يا أَيَّها الثُّوَّارُ

خُطُّوا على دَرْبِ الكرامةِ سَطْرَكُمْ
لَنْ يَنْفَعَ التَّسويفُ والأَعْذارُ

وابنوا على سَنَمِ المآثِرِ مَجْدَكُمْ
إِنَّ المَعالي طَبْعُها الإيثارُ

لا تَرْتَجوا مِنْ يَعْرُبٍ غَيْرَ البُكا
إِنَّ البُكاءَ شَريعَةٌ وَشِعارُ

نَنْأى بِهِ عَنْ ذُلِّنا يا وَيحنا
حَتَّامَ هذا الذُّلُّ والإِصغارُ

حَتَّى متى تَزهو المواجعُ والخَنا
وَكَأَنَّنا خَلْفَ الفِرارِ فِرارُ

صَبْراً عروسَ الشَّرْقِ إِنَّا أُمَّةٌ
لا تَرْتَضي أَنْ تُطْمَسَ الآَثارُ

( إِنَّا إذا اشْتَدَّتْ رِياحُ سَفينِنا)
نَسْري فُوَيْقَ الغَيْمِ فَهْوَ بِحارُ

ياسر فايز المحمد.... سوريا -حماة........

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...