السبت، 16 ديسمبر 2017

الشاعر طارق السكري .. هو شاعر

هو شاعرٌ
كفراشةِ الأنهارِ
تنقش قلبها فوق الصخورْ
كالغيمِ فوق دمالجِ الأعشابِ
تعبقُ بالشعور ْ
وهبتهُ أسرارُ الطبيعةِ روحَها
ومضى يشقُّ الليلَ في معراجهِ ..
بسفينةٍ من نورْ
ويموج ما بين البحور
وينام ملءَ جفونهِ بين السطور .

*

هو شاعرٌ في قلبهِ
عشُّ الحياةِ الضَّاحكِ الغنَّامْ
بحروفهِ
وجْدٌ
ترنَّحُ من سواجعها البلابلُ
والحمامْ
متدفِّقٌ كالماءِ في أعصابهِ
تيَّارُ نيرانِ الغرامْ .

*

بكتِ الرَّبابةُ
يومَ أنْ أخفى على بابِ المطارِ
دموعهُ
والشمسُ في لهبِ الشتاءِ
كوردةٍ حمراءَ جاثيةٍ
على قبر الوطن .

*

من قبلُ
لم تكنِ المحاجرُ غابةً سوداءْ
تُمطرُ الأوراقَ وحْلاً
والطريقَ إلى السريرِ خواطراً بكماءْ
من قبل هذي الحربِ
كانت غيمةً زرقاءْ
تتنفسُ الأشعارُ عند ضفافها
كحمامةٍ بيضاءْ
وتضمُّ في أهدابها الأنسامَ
والأحياءَ
والأضواءْ
من قبل لم تكنِ المحاجرُ قارباً في ليلةٍ عمياء .

*

اِحتفلْ بكَ أنتَ في هذي القبيلةْ ..
لم يعد يُقرعُ طبلٌ
لم تعد تذبحُ شاةٌ
لم يعد يجتمع الناسُ كما كانوا قديييماً
عندما يولد شاعرْ .

*

ألقتِ الأرضُ على عينيكَ أسرارَ الجداول
وتعلَّمتَ الموسيقى
والصناعةَ والزراعةَ والجنونْ
وتعلمتَ الكتابةَ بالضفائرِ والكواعبِ والعيون
صار يُسمع منكَ عند كتابةِ الأشعارِ
شهقاتُ الظِّلال على ضفافِ الياسمين .

*

ولدتك هذي الأرضُ مغترباً
تحاول فيك أن تجد الطريقَ إلى السماءْ
حيث النجومُ بلا جوازاتِ سفرْ
حيث الطيور طليقةٌ
تشربُ أنخابَ الشجر .

*

لا سواكْ
اِحتفل بك أنت وحدكَ لا سواكْ
لم يعد يُشهر سيف
لم يعد يقرع طبلٌ
مثلما كانوا قديماً عندما يولد شاعر .

طارق السكري ✍🏻

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...