فَلْتُقْرَعْ
الأرضُ يُطَهِّرُها المِدفَعْ
والنّارُ لِمُحْتَلٍّ تَصْفَعْ
والحُرُّ إذا يحيا ذُلّاً
إلّا بالمَوتِ فلا يَقْنَعْ
أو يحيا العزُّ بهِ أبَداً
والأرضُ إلى حُرٍّ ترجعْ
الحربُ على إنسٍ شرٌّ
والسّلمُ فمنْ حربٍ أنْفعْ
لكنَّ العاتي زوَّرَهُ
وأرادَ بسلمٍ أن نركعْ
السّلمُ سلامةُ أفئدةٍ
وقلوبُ النّاسِ بهِ تُجْمَعْ
وحقوقٌ صانَ لها إنسٌ
كي يبقى الحقُّ لهُ يشفعْ
ليسَ استسلاماً للغازي
إن جاءكَ وحشاً كي تفزعْ
هلْ يسلبُ بيتكَ في ليلٍ
لصٌّ في الصّبْحِ هوَ يشرعْ
وَيُقِيمُ الدّنيا في بَشَعٍ
كي يقعدَ في خُبثٍ أبشَعْ
كي يسلمَ من بطشٍ يحكي
بلسانِ السّلمِ هوَ يَبْرَعْ
كالأفعى إنْ مدّت ْ رأساً
ما مدّتْ إلّا كي تلسَعْ
أيصيرُ السّيّدَ في أرضٍ
إنْ شِئتَ الزّرعَ هوَ يمنعْ
في كلِّ قرارٍ إعدامٌ
للأرضِ ومن فيها يزرعْ
غازٍ قد أفسدَ في أرضٍ
فبغيرِ القوّةِ لن يقنعْ
والأرضُ بمعدتهِ نارٌ
تَتَشَهّى القُبْلةَ مِنْ مدفعْ
يا من لا يجهلُ أو يدري
وصلُ الأعداءِ كمن يقطعْ
لا ليستْ هذي أحجيةً
بل إنَّ الوَصْلَ هوَ المِبضَعْ
جرحٌ في القلبِ ولا أدري
مفتاحَ القدسِ فمَنْ ضيّعْ
يا أمّةَ مليارٍ وبها
أجدادكِ ما زالوا الأمنعْ
ثوري للقدسِ فأقصانا
نادى في الأمّةِ من يسمعْ
أجدادٌ يلمعُ بيرقُهم
لا بدَّ بأحفادٍ يلمَعْ
بالفخرِ على الدّنيا فازوا
بل أشبعَ فخراً من يرضعْ
والعزمُ إذا يشكو جوعاً
من أيدي أبطالٍ يشبعْ
والجّودُ تحيّرَ مندهشاً
مَنْ فيهم بالجّودِ الأسرَعْ
فرسانُ النّخوةِ ما ماتوا
لكنْ للنخوةِ من ضيّعْ
كلٌّ في همّهِ مُنشَغِلٌ
وشتاتُ الهمِّ لنا أوجَعْ
فالأمّةُ قد أضحتْ همماً
تتصارعُ حتّى في المصرعْ
والهمُّ يقاتلُهُ همٌّ
وقتالُ الهمِّ غدا الأفجعْ
يا قدسُ ويا أرضَ الأقصى
قد فاض الحبُّ من المدمع
والدّمعةُ إنْ نزلتْ حبّاً
الحرفُ فمِنْ دمعٍ يطلعْ
أملاً كي يبقى في زهرٍ
والشّوكُ لرونقهِ يخضعْ
لنْ نيأسَ يا أقصى أبداً
والقلبُ إليكَ هوَ يهرعْ
الآنَ الآنَ وليسَ غداً
آمالُ الأمّةِ فلتَسطَعْ
تتلو آياتٍ من فتحٍ
أجراسُ العودةِ فلتُقْرَعْ
عبد الوهاب ياسين الإبراهيم
١٣ __ ١٢ __ ٢٠١٧
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق