الثلاثاء، 12 ديسمبر 2017

الشاعر وليد صالح … بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية

بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية
=====
فى كلِّ عصرٍ بالروائعِ تنْطِقُ***لغةُ الكتابِ بفيْضِها تترقّْرقُ
الجرسُ يَسْبِقها فتحْدِثُ رقْصةً****الحرفُ فى إيقاعِهِ يَتموْسَقُ
حوراءُ فى حللِ البيانِ المنْتَقى***بالمْنِطقِ المعْلومِ درٌ تَنْسقُ
وأتى الخيالُ مصفّدينَ جموحَهُ***ورموهُ فى زِنْزانةٍ بلْ أضْيقُ
فتخلّْل الجدرانَ وقعٌ راقصٌ ****رعشُ الحديدِ هو الأثيرُ المشفقُ
كَسَرَ الخيالُ قيودَهُ فى لحْظةٍ****يبْكى لفحْواها الجمال ويشْهقُ
تزدادُ إيْقاعاً إذا راقصْتها**فى ضفّْتيها مقلةٌ تترقْرقُ
حوتَ العلومَ جميعها فى خفةٍ***لمْ تَعْرف التعقيدُ نَهجا يَخْنقُ
وإذا أردْتمْ دُرّها ونفيسها***سبقتْ إليك بشعْلةٍ تَتَعرّْقُ
زَفّْت إليك فنونها بروّيةٍ***تدنو ويدفعها جواً وتشوّقُ
لمْ تفْهمُ الأذهانُ سرُّ خلودِها***أبداً نهيمُ بها وفيها نَغْرقُ
لو أقرأ القرآنَ أشْعرُ أنّْها***ربٌ يكرّمها فحقٌ تنْطقُ
فالوحىُ تشْرَحُهُ برقةِ ماردٍ****أنداءُ مأدبةِ الالوهةِ تُغْدقُ
لا يَسْأم الغوّاصُ خَوضَ بحورِها***والعقلُ فى حللِ البهاءِ يُحمْلِقُ
منْ يرغبُ الإيمانَ يلزمُ حوضها***فالقلبُ فى لغةِ السماءِ مُعلّقُ
كم جملة ٍ تتخيّرالأخرى بها***لغة العبادةِ بالهدايةِ تعبقُ
كانت على المستشرقينَ عجيبةً***فى العارفين بسرِها المسْتغْلِق ُ
لو ترشفُ الأذهانُ بعض خُمورِها***لحظاتُ عشقٍ والنعيمُ الغيّْدقُ
فاحفظْ روائعها التى ما تنتهى***فيدقُّ بابُ القلبِ طيفاً يعْشقُ
لو نطْعمُ الأطفالَ حبَّ فنونِها***لنْ تعدم البلدانُ فجرا يشرقُ
لا نُغْرق الأطفالَ فى أثقالِها***إن الطفولةَ رَغْبةٌ وتعلّقُ
هى نبضةُ القلبِ الرقيقِ وجرْسُهُ****وعلى هداها الجهلُ لا يتخنْدقُ
لغةُ التفاهمِ و التواصلِ تحْتوى ***كل اللغاتِ بحضْنِها تتعلّقُ
ما كان فيها للردائةِ موضِعا****فالشعرُ يلبسها حياءاً يبرِقُ
فى حيرةِ الإفرنجِ عمْقُ معيْنِها***وبراعةُ الإيجازِ نهرٌ يغدقُ
لغةُ البلاغةِ و الرصانةِ إنّْها***درٌّ يسيلُ ومهْجةٌ تتحرّْقُ
تتلهفُ الأسماعُ وقْع حروفِها***والدفءُ يجرى هامسا يترقْرقُ
عذراءُ تنْبسط ُالروائعُ حولها***و الغربُ من نسقِ البراعةِ يشهقُ
مع تحيات
وليد صالح

·

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...