يا قدسُ في هذا الزمانِ مصابُ
مذ حامَ فوَق ذُرا حماكِ غرابُ
لمَّا تَوَشَّحتِ السَّوادَ رأيتُهُ
في لونِ دُكنَتِه يزيدُ خِضَابُ
وإليكِ أُسرِيَ بالرَّسولِ وقد رأى
وَلكلِّ سؤلٍ قد أتاهُ جوابُ
قد كنتِ منطلقاً لمعراجِ الرَّسو
لِ محمدٍ فَتَطَيَّبَ المحرابُ
في درَّةِ الدُّنيا ضياءُ مناقبٍ
والفتحُ يخطِبُهُ لها الخَطَّابُ
وأتَى صلاحُ الدينِ يطرقُ بابَها
فتَشرَّعت لوجودِهِ الأبوابُ
ما كانَ ينقُصُها تعاضُدِ أهلهَا
حتّى استَماتَ لقهرها الأغرابُ
هي قبلةٌ للمجدِ يملَأُ كاسَها
كفُّ الرجولةِ فاستُلِذَّ شرابُ
والآنَ في عهدِ التَّخاذلِ والخَنَا
جرَّت جرائرَ خذلها الأعرابُ
لم يبقَ عيبٌ من عيوبِ زَماننا
إلا بهذا العيبِ صارَ يعابُ
بقلم أبي الحسن محب سوريا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق