بين الأطالسِ
في (دهاليزٍ) مخبئةٍ دفينةْ
أسرجتُ مصباحي لأبصرَ ما خفى
قلبْتُها الصفحاتِ
في أملٍ يداعبُ مقلتيَّ
لعلني أحيا الأمانْ
حتى وإن بعد الزمانُ
وإن جفا
في الصفحةِ الأولى هناكَ
وبينَ أوطانِ العربْ
كانَ الأمانْ....
.... ملكٌ تحلى
يرتدي من عسجدٍ
حرٍ محلى
لا يهانْ
وهناكَ تحتَ قصورِهِم
نهرٌ يمرُ بلا نهايةْ
ذهبٌ تزينَ بالسوادِ
وكانَ غايةْ
مرَ الزمانُ مودعًا ... تلكَ الحكايةْ
واليومَ أنظرُ للخرائطِ لا أرى
إلا انفجاراتٍ تشينْ
نزلَ الهوانْ
ولقدْ رأيتُ الهمَّ يخرجُ
عازفًا لحنَ الأنينْ
ورأيتُ أوطانا تمزق حدها ....
وأعيد تغيير الخرائط من سنينْ
وهناك مدفنُ غترة بيضاءَ
كانتْ رمز عزٍ قد مضى ... قتلٌ مهينْ
ورأيتُ نبتَ عروبةٍ
يرثي زمانَ الفخرِ
يبكي اللحنَ
ينسجه حزينْ
ورأيتُ أسرَ مقدسات
ورأيتُ في غاباتنا أسْدًا جياعًا
إنها خرجتْ من القضبانِ
فرتْ كالسجينْ
خارتْ قواها ...
خلعتْ عباءاتِ الطهارةِ والشرف
سفكتْ دماءَ الآمنينْ
ورأيتُ ذئبا قد تناول
ضلع طفل وارتوى
بدماءِه كتب النهاية بالجبينْ
"ضاعت مهابتنا هباءً
وانتهى حصن حصينْ"
بقيت بذاكرة الأملْ
أسطورةُ العز الدفينْ
فطويتُ صفحاتي وأغلقتُ الأطالسْ
ورسمت بالدمع الحمامة في سلامْ
وأعدتُ ترتيب الكلامْ
ولدي أمنية أراها
أن أدثرها الحقائق
في عباءة مؤمن لا يستكين
ولسوف أشعل
من دماءِ عروبةٍ
نارًا تلظى
سوفَ أحرقُها الخريطةْ
ولسوفَ أطوي في الرمادِ
هواننا ذاك الذي يبدي الحقيقةْ
تلك الحقيقةُ لو توارتْ
خلفَ حجبٍ أو ستورْ
ولإن دفناها كما الموتى
ببطنِ الأرضِ في غلٍ
ستلفظها القبورْ
تلكَ الحقيقةُ علقمٌ
لفطامِ شيابٍ تحومْ
.
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق