كفى يا قلب
كَفَى يَا قَلبُ تَهْوَى مَنْ جَفَاكَ
وَيَحْيَا بِالضَلَالِ وَما اهْتَدَاكَ
وَيَسْتَهِمُ العَنَاء بِكبْريَاءٍ
ويَسْتَسْقِيْ الأُجَاج وَمَا اسْتَقَاكَ
اَتعْصي أَنْتَ يا قَلْبِي لِيَرضَى
إِذَا مَا مَسَّهُ كَرْبٌ أَتَاكَ
سَأَحْيَا مِثْل بَشَّارِ بْنِ بردٍ
لِيَهْوَاكَ الفُؤَادُ وَمَا رَآكَ
أَمَا عَطْفٌ لَدَيْكَ وَلَا اشْتِيَاقٌ
لِتَغْفِرَ ذَنْبَ مَجْنُونٍ هَوَاكَ
فَإِنِّيْ نَاسِكٌ وَلِقَاكَ قَصْدِيْ
أَنَا والزُّهْدُ ثَالِثُنَا رِضاكَ
وَأَحْيَا والهَوَى لِغِذَاءِ رُوحِيْ
إِذَا مَا قُلْتُ زِدْنِيْ قُلْتَ هَاكَ
أَرَاكَ بِكَلِّ خَافِقَةٍ أَمَامِي
ضِيَاءُ البَدْرِ بَعْضٌ مِنْ سَنَاكَ
سَأُوْرِقُ فِيْكَ يَوْمَاً فَاعْتَنِقْنِيْ
لِيُشْرِقَ ظِلُّ رُوحِيْ فِي ضُحَاكَ
وَإنِّيْ إِنْ نَسِيْتُ لَدَيْكَ قَلْبِيْ
عَلَىْ صَخْرِ الجَفَاءِ لَمَا سَلاكَ
وَإِنِّيْ إِنْ تَبِعْتُكَ فَاحْتَمِلْنِي
وَلَا تَقْتُلْ فُؤَادِيَ مِنْ جَفَاكَ
فَإِنَّكَ إِنْ أَقَمْت جِدَارَ رُوحِيْ
لَمَا كَذَبَ الفُؤَادُ وَمَا عَصَاكَ
أَنَا خَمْرُ المَحَبَّةِ فَاعْتَصِرنِي
وَأَرسِلْنِي إِلَى سِجْنِي فَدَاكَ
وحَصْحِصْ كُلَّ حَقٍ وامْتَلِكْنِيْ
فَعَرْشِي لَيْسَ يَمْلِكُهُ سِوَاكَ
إِذَا مَرَّتْ عِجَافُكَ دُوْنَ وَصْلٍ
فَخُذْنِيْ صَاعَ حُبٍّ قَدْ كَفَاكَ
فَلَا تَثْرِيْبَ يَا مَنْ بِتَّ مِنِّيْ
فَإِنِّيْ لَسْتُ أَعْصِيْنِيْ هُنَاكَ
وَأَهْوَانِيْ بِرُوحِكَ حَيْثُ أَنِّي
أُدَاعِبُنِي فَتَغمُرَنِي يَدَاكَ
وَأَبْدَؤنِي إِذَا مَا شِئْتَ عِشْقَاً
وَأَلْقَانِي أَذُوبُ بِمُنْتَهَاكَ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق