الأحد، 31 ديسمبر 2017

الشاعر ياسر المحمد .. غواك الوهم

قصيدتي بعنوان : ( غواك الوهم ) على البحر الوافر .. أرجو أن تنال استحسان ذائقتكم بقلمي : ياسر  فايز المحمد   ... سوريا- حماة

غوَاكَ الوَهْمُ فاخْسَأْ يا غَريرُ
فَدُونَكَ عَنْ شَآمِ العِزِّ سُورُ

مَنيعٌ سامِقٌ عالٍ عَصِيٌّ
وفَوْقَ السُّورِ حُرَّاسٌ تَسيرُ

وَخَلْفَ السُّورِ أُسْدٌ هائِجاتٌ
لَها في مَسْمَعِ الدُّنيا زَئيرُ

وفَوقَ الهائِجاتِ يَطيرُ رَفٌّ
أَبابيلٌ وَأَسرابٌ نُسُورُ

فلا تَطْمَحْ بلَثْمِ الثَّغرِ يَوماً
فَشَهْدُ الثَّغرِ لِلْعادي حَرورُ

وَلا تَطْمَعْ بِهَتْكِ الحُسْنِ إِنَّا
أَزاهيرٌ إِذا هُتِكَتْ تَثُورُ

فَفي بردى جُفونُ الخُلدِ تَغْفو
بهذا القَوْلِ تَعتَرِفُ الدُّهورُ

إذا رامَتْ عُداةٌ قاسَيوني
يَصيرُ النَّهرُ رُمْحاً والطُّيورُ

وتغدو الغوطةُ الغَنَّاءُ ساحاً
على جَنَباتِها نارٌ وَنورُ

وَصاغَتْنا يَدُ الباري مَزيجاً
صَقيعُ الثَّلجِ فينا والسُّقورُ

إذا قَوْمٌ أرادوا السِّلمَ بِتْنا
لِذِكْرِ السٍّلم يَغْمُرُنا السُّرورُ

وإِنْ وَقَدُوا ضِرامَ الغَدْرِ إِنَّا
على غَدْراتِ مَنْ يَبْغي سَعيرُ

وإن قَرَعُوا طُبَولَ الحَرْبِ صِرْنا
أُسوداً لا تَهونُ ولا تَخورُ

وإِنْ تَسْأَلْ أَعادينا يُجيبوا
بِأَنَّا في الوغى سَيْفٌ بَتورُ

أَنا السوريُّ أَعراقي لُبابٌ
وَنَبعي طاهرٌ ثَرٌ نَميرُ

جَمالُ الكَونِ يَسْكنْ في رِياضي
وَمِنْ أَطيابِها ثَمِلَتْ عُطورُ

ولا تَسْأَلْ سُدوفَ اللَّيلِ عَنَّا
فَإِنَّا في سَما الدُّنيا بُدورُ

ولا تغتَرَّ إنْ وَهَنَتْ خُيولي
فَكَمْ يُودي بصاحِبِهِ الغُرورُ

وَمَنْ ظَنَّ الفُتورَ يُذِلُّ أُسْداً
فَما يَدري بما يَعني الفُتورُ

إذا أَغْفَتْ جُفونُ اللَّيْثِ يَوماً
فَقَلْبُ اللَّيثِ يا فَدْمٌ هَصورٌ

وَخُذْ مِنْ سالفِ التَّأريخِ عَنَّي
عَنِ التَّاريخِ تُنبيكَ الجُذورُ

فَمِنْ عَدنانَ أَو قَحطانَ نَسْلي
ومِنْ آرامَ عِرقي يا خؤورُ

وَشَمْسُ الكَوْنِ عَبَّتْ مِنْ ضِيائي
مُتونَ الحرفِ فانْداحَتْ سُطورُ

وَفَيضُ العِلْمِ سافَرَ مِنْ دِمَشقي
لِاَوْرُبَّا وقَدْ بَدَأَ العُبورُ

لِأَنْدَلُسي تهادَتْ خَيْلُ فَتْحي
وَرَفَّ الحُلْمُ وازدهَرَ المَسيرُ

فَماسَ الكَونُ وانْتَعَشَتْ بلادٌ
وَفَرَّ الجَهلُ والدُّنيا سرورُ

فلا تُدْني رِكابَكَ مِنْ عَريني
زُؤامُ الموتِ مِنَّي والثُّبورُ

ولا تَيأَسْ أَيا طِفْلاً بِرَحْمي
سَيَأْتي الفَجرُ والدُّنيا تَدورُ

وَتَبقى الشَّامُ فاتِنَةً كَعاباً
وَفيها الرُّوحُ تَرْخُصُ والمُهورُ

ياسر فايز المحمد... سوريا- حماة

ليست هناك تعليقات:

ملاك حماد تكتب ... نقطة البداية

لِنتحدث بالعامية هذه مرة علّنا نلامس القلوب 🤍 أحياناً ما بنعرف نقطة البداية بكتير أمور بس نقطة بدايتنا إحنا شخصياً قصة كاملة أو منعطف ما بع...